إن الشائعات تعد من الأفات الاجتماعية الخطيرة ، والتي يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل في المجتمع وعادة ما يكون للشائعات أهداف اجتماعية مثل الشائعات حول بعض الجيران أو أي أشخاص نعرفهم ، وهناك أيضًا بعض الشائعات التي تحمل أهداف سياسية ويتم استخدامها عادة أثناء الحروب أو المواقف السياسية غير الأمنية التي تمر على الدولة ، ويكون الغرض من إثارة شائعة هي حدوث خلل ما داخل الأطراف التي وجهت إليهم شائعة .
يرجع سبب انتشار الشائعات إلى نوع المجتمع نفسه ، فالشائعة التي يتم إثارتها في مجتمع يفتقر إلى المعلومات أو إلى عدم تزويد الأفراد الأخبار والأحداث بشكل مستمر ، يتم ترويج الشائعة به مثل النار في الهشيم ، لذا ثمة ضرورة ليس عليها غبار وهي زيادة الوعي المجتمعي ، من خلال جعله على علم بكافة الأخبار وبشكل مفصل وبشفافية تامة حول ما يختص من كافة الجوانب .
لدينا أيضًا ذلك المجتمع الذي لم يتلق تعليمًا أو ثقافة ، تراهم ينطلي عليهم النفاق و الأكاذيب بسرعة ، لكونهم مؤهلين تمامًا لاستقبال أي كذبة بكل حفاوة ، بحيث لا يبحثون عن تفسير شائعة وما وراءها أو السؤال عن مصدرها ، بعكس المجتمعات المتعلمة تمامًا .
ولكن هل تعرف أن هناك شائعات من الممكن أن تدمر أسرة أو تجعلها مفككة ، ففي بعض الأحيان يتم استخدام الشائعة من أجل اختراق البيت واشتعال النار بين أفراد الأسرة ، وكثيرًا ما حدث ذلك بالفعل ، حيث يروح للزوجة أن زوجها قام بخيانتها أو العكس ، ونذكر مثالًا على ذلك رسول الله – صل الله عليه وسلم – عندما حدثت معه تلك الحادثة التي أطلق عليها ” حادثة الإفك ” ، عندما رمى الكفار تهمة الفحشاء افتراءً على أم المؤمنين زوجة النبي الكريم السيدة عائشة – رضي الله عنها – فقد تأثر كافة أفراد الأسرة وأصابهم الهم والكدر جراء هذا الافتراء ، فهذا ما حدث مع الأسرة الكريمة الشرفاء فلك أن تتخيل ما أثر هذه الشائعة على الأسر الأخرى .
من خلال إطلاق شائعة واحدة تمس تخوف المواطنين من شئ معين ، أو تلعب على إثارة حالة من الرفض ، فإنها تعرض الوطن إلى للفوضى والبلبلة ومن ثم التأثير على الأمن والسلامة والاستقرار بداية من الشارع وحتى اجهزة الدولة المختلفة ، حيث يتم ترويج شائعة من شأنها ضرب حائط الثقة بين المواطن وحكومته ، مما يخلق من صوت المجتمع أداة للتحكم في الحكومة والسياسات لكونها قوة اجتماعية كبيرة فتضغط لسن القوانين والأحكام ، والتي تكون بالطبع غير مدروسة فتلحق الضرر في المستقبل بالمجتمع والوطن .